الجزء الثانى من ذكرى الشيخ الغزالى .
وسنحاول في هذه الأسطر القليلة - مع تجدّد ذكراه- أن نقف مع بعض ما تناوله الشيخ محمد الغزالي وهو يرسم معالم الحق على طريقته. وعسى أن نجدّد الارتواء من هذا المنهل الصافي ومن أفكاره التي (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
ومن هذه الواجهات المتعددة التي حارب فيها الشيخ الغزالي، سال الكثير من مداد قلمه للحديث عن العلل التي تسكن قلب العالم الإسلامي، ويقع فيها العاملون للإسلام وهو ما ستتناول بعضه هذه الأسطر دون الإحاطة بجميع مقاله فيه.
طفولة إسلامية
مما شغل بال الشيخ محمد الغزالي، وأخذ نصيبًا وافرًا من دعوته، فيما يتعلق بالمشتغلين بالدعوة أنفسهم شريحة مهمة، ممن يحسبون أنفسهم دعاة إلى الله، وإن هم في الحقيقة إلاّ يظنون، فإن سوء صنيعهم وسوء فهمهم للدين وللنسب التي تكون معالمه جعلهم يضرون الدعوة أكثر مما ينفعونها.
يقول رحمه الله: "واليوم توجد طفولة إسلامية تريد الإنفراد بزمام الأمة.. وعندما يسمع أولوا الألباب حديثها يطرقون محزونين!!
والمخيف أنها طفولة عقلية تجمع في غمارها أرباب لحى وأصحاب هامات وقامات يقعون على أحاديث لا يفهمونها، ثم يقدمون صورة للإسلام تثير الانقباض والخوف!!"(1)
إن خطورة هؤلاء في نظر الغزالي في أنهم يسيئون إلى الإسلام بآياته التي أُنزلت ونصوصه التي وردت، إلاّ أنها تُوظّف في غير محلّها، أو تُفهم على خلاف ما جاءت لأجله، وربما ناقضت نصوصًا صريحة من القرآن. إنه يشكو من دعاة لا يقرؤون ولا يعانون، مشدودين إلى جدليات الماضي السحيق، ولا يتطرقون لما جدّ حولنا، ولا للطفرات الهائلة التي قفزت بها الحياة على أرضنا.
هؤلاء أشد خطورة من عدو يشكّك في آيات الكتاب، أو يرمي حقائقه بالأباطيل يقول: "لقد ابتلي الإسلام بأعداء ينقصون أطرافه من الخارج، كما ابتلي بأعداء يشوّهون حقائقه من الداخل، ولعل هذا العدو الداخلي أنكى من العدو الخارجي" .(2)
"ومع وضوح المنهج الإسلامي في الدعوة فإن دخانًا كثيفًا انطلق في جوه، وما نلوم المبشرين والمستشرقين فيما اختلقوا من إفك، وإنما نلوم نفرًا من الناس لبس أزياء العلماء وهو سوقة، وانطلق في عصبية طائشة يزعم أن الإسلام يمهد لحرب الهجوم وينشر دعوته بالسيف" .(3)
هذا الصنف من المحسوبين على الدعاة يغلب عليهم القصور العقلي، ولكن لديهم جرأة كبيرة على إرسال الأحكام البلهاء بثقة العباقرة، وقد أصاب الإسلام شرٌّ كبير من هؤلاء الجاهلين به وبتاريخه، قد جرّوا عليه تهما منكرة، وصدق فيهم قول الشاعر:
ما يبلغُ الأعداءُ من جاهلٍ
ما يبلغُ الجاهلُ من نفسهِ
والأمر يزداد خطورة حينما تصبح كلماتهم فتنة متنقلة تنفر ولا تبشر، يقول: "ولأكن صريحًا في توضيح ما أخافه، منذ أيام وقف بين الإسلاميين في الجزائر من يصيح بأعلى صوته: إن المرأة في الإسلام خُلقت لكي تلد الرجال، لا عمل لها إلاّ هذا!! وهذه الصيحة تنطلق والغزو الثقافي الديني والشيوعي يعد المرأة بالعلم والكرامة واستكمال الشخصية والمشاركة في إصلاح الأرض وغزو الفضاء.
قلت للإسلاميين وأنا كاسف البال: أوقفوا هذا المجنون قبل أن ترتد الجزائر، وتستولي عليها فرنسا مرة أخرى. هذا المتحدث المسكين باسم الإسلام لا يعرف إلاّ حديثًا مكذوبًا بأن المرأة لا ترى رجلاً ولا يراها رجل. وأنها خُلقت ليفترشها فحل وحسب!!
وهذا متحدث إسلامي آخر يرى أن خروج الرسول في بدر يدل على جواز أن تكون الحرب في الإسلام هجومية، بل يدل على أن الإسلام قام بالسيف.
يقع هذا الفهم والمسلمون لا يقدرون على التقاط أنفاسهم من وطأة الهجوم عليهم، ولا يصنعون سنانًا ولا يقدمون برهانًا" .(4)
وسنحاول في هذه الأسطر القليلة - مع تجدّد ذكراه- أن نقف مع بعض ما تناوله الشيخ محمد الغزالي وهو يرسم معالم الحق على طريقته. وعسى أن نجدّد الارتواء من هذا المنهل الصافي ومن أفكاره التي (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
ومن هذه الواجهات المتعددة التي حارب فيها الشيخ الغزالي، سال الكثير من مداد قلمه للحديث عن العلل التي تسكن قلب العالم الإسلامي، ويقع فيها العاملون للإسلام وهو ما ستتناول بعضه هذه الأسطر دون الإحاطة بجميع مقاله فيه.
طفولة إسلامية
مما شغل بال الشيخ محمد الغزالي، وأخذ نصيبًا وافرًا من دعوته، فيما يتعلق بالمشتغلين بالدعوة أنفسهم شريحة مهمة، ممن يحسبون أنفسهم دعاة إلى الله، وإن هم في الحقيقة إلاّ يظنون، فإن سوء صنيعهم وسوء فهمهم للدين وللنسب التي تكون معالمه جعلهم يضرون الدعوة أكثر مما ينفعونها.
يقول رحمه الله: "واليوم توجد طفولة إسلامية تريد الإنفراد بزمام الأمة.. وعندما يسمع أولوا الألباب حديثها يطرقون محزونين!!
والمخيف أنها طفولة عقلية تجمع في غمارها أرباب لحى وأصحاب هامات وقامات يقعون على أحاديث لا يفهمونها، ثم يقدمون صورة للإسلام تثير الانقباض والخوف!!"(1)
إن خطورة هؤلاء في نظر الغزالي في أنهم يسيئون إلى الإسلام بآياته التي أُنزلت ونصوصه التي وردت، إلاّ أنها تُوظّف في غير محلّها، أو تُفهم على خلاف ما جاءت لأجله، وربما ناقضت نصوصًا صريحة من القرآن. إنه يشكو من دعاة لا يقرؤون ولا يعانون، مشدودين إلى جدليات الماضي السحيق، ولا يتطرقون لما جدّ حولنا، ولا للطفرات الهائلة التي قفزت بها الحياة على أرضنا.
هؤلاء أشد خطورة من عدو يشكّك في آيات الكتاب، أو يرمي حقائقه بالأباطيل يقول: "لقد ابتلي الإسلام بأعداء ينقصون أطرافه من الخارج، كما ابتلي بأعداء يشوّهون حقائقه من الداخل، ولعل هذا العدو الداخلي أنكى من العدو الخارجي" .(2)
"ومع وضوح المنهج الإسلامي في الدعوة فإن دخانًا كثيفًا انطلق في جوه، وما نلوم المبشرين والمستشرقين فيما اختلقوا من إفك، وإنما نلوم نفرًا من الناس لبس أزياء العلماء وهو سوقة، وانطلق في عصبية طائشة يزعم أن الإسلام يمهد لحرب الهجوم وينشر دعوته بالسيف" .(3)
هذا الصنف من المحسوبين على الدعاة يغلب عليهم القصور العقلي، ولكن لديهم جرأة كبيرة على إرسال الأحكام البلهاء بثقة العباقرة، وقد أصاب الإسلام شرٌّ كبير من هؤلاء الجاهلين به وبتاريخه، قد جرّوا عليه تهما منكرة، وصدق فيهم قول الشاعر:
ما يبلغُ الأعداءُ من جاهلٍ
ما يبلغُ الجاهلُ من نفسهِ
والأمر يزداد خطورة حينما تصبح كلماتهم فتنة متنقلة تنفر ولا تبشر، يقول: "ولأكن صريحًا في توضيح ما أخافه، منذ أيام وقف بين الإسلاميين في الجزائر من يصيح بأعلى صوته: إن المرأة في الإسلام خُلقت لكي تلد الرجال، لا عمل لها إلاّ هذا!! وهذه الصيحة تنطلق والغزو الثقافي الديني والشيوعي يعد المرأة بالعلم والكرامة واستكمال الشخصية والمشاركة في إصلاح الأرض وغزو الفضاء.
قلت للإسلاميين وأنا كاسف البال: أوقفوا هذا المجنون قبل أن ترتد الجزائر، وتستولي عليها فرنسا مرة أخرى. هذا المتحدث المسكين باسم الإسلام لا يعرف إلاّ حديثًا مكذوبًا بأن المرأة لا ترى رجلاً ولا يراها رجل. وأنها خُلقت ليفترشها فحل وحسب!!
وهذا متحدث إسلامي آخر يرى أن خروج الرسول في بدر يدل على جواز أن تكون الحرب في الإسلام هجومية، بل يدل على أن الإسلام قام بالسيف.
يقع هذا الفهم والمسلمون لا يقدرون على التقاط أنفاسهم من وطأة الهجوم عليهم، ولا يصنعون سنانًا ولا يقدمون برهانًا" .(4)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]