قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون (27) فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم (28) " سورة النور
هذا هو بيتك , و أنت الآن تأخذ راحتك فيه بعد عناء و تعب كبيرين من العمل طوال النهار
بعد أن ارتحت قليلا , طلبت من زوجتك إحضار العشاء فأنت في حالة جوع شديدة
تفاجأت بأن زوجتك لم تحضر العشاء أصلا , و تحضيره يتطلب وقتا ليس بالقصير
توترت, غضبت, صرخت, و قمت بتكسير الأواني
الأرضية كلها أواني مكسرة,خاف الأولاد و أخذوا بالبكاء , أما الزوجة فهي تسكت الأبناء و تبكي هي الأخرى
جو متوتر و غضب بالبيت
لا يستطيع الزوج رؤية زوجته و لا أبنائه من شدة الغضب
فجأة..........
دق باب بيتك
الأواني مبعثرة,الزوج غاضب و ثائر,الزوجة تسكت الأولاد تارة وتلم ما أكسرو بعثر تارة أخرى
إخواني , أخواتي
هذا ما هو إلا ظرف واحد من بين الظروف اليومية الحاصلة في كل بيت
يختلف مضمونها و سببها و لكن نتيجتها واحدة
و هي عدم الرغبة اللحظية في استقبال أي زائر
فمزاجك اللحظة غير قابل لا لحوارو لا لنقاش و لا لنكت و لا لترفيه
فكيف ستستقبل الزائر ؟
هل ستستقبله و سترسم حينها الإبتسامة المزيفة على شفتيك و ستعامله بود ؟
هل سيبدو عليك الغضب عند استقباله و لا تكلمه إطلاقا و كأنك تطرده بطريقة غير مباشرة ؟
لن تفتح له لتتجنب إيذاءه بتوترك و غضبك كما أن البيت غير جاهز لاستقباله فكله فوضى و توتر....
لن يغضب لعدم استقبالي له...لأنه أصلا لم يبلغني قبلها بأنه آت لبيتي
لم يتصل حتى.....
و هذا حقي أمام الله سبحانه و تعالى
إن لم أستقبله
كما ما ورد في ما سبق من الآيات الكريمة
في أوقات أخرى كنت دائم الاستقبال الجيد له في بيتي , كما كنت كريما و جودا معه
أقضي معه غالبية وقتي و لوكان ذلك على حساب راحتي ,أهتم لراحته قبل كل شيء
عندما كانت ظروف البيت تسمح بذلك.......
و أما اليوم و ظرفي هكذا فلا أستطيع تقديم ما قدمت سابقا
فلكي لا أقصر معه فليأت في وقت لاحق يكون فيه ظرفي ملائما لذلك
بزمننا السابق والحاضركل أفراد المجتمع في استقبال دائم للزوار
حتى أن الزائر يعتقد أن استقباله في أي بيت و في أي وقت و مكوثه الزمن الذي يريده أمر ملزم و أن ذلك حقه الكامل
و لو عبر صاحب البيت عن انشغاله و عدم قدرته على استقباله ذلك اليوم, ثار الزائر و قطع صلته به نهائيا
و تفاقمت المشاكل بينهما
يوجد فرق بين الطرد و عدم القدرة اللحظية على الاستقبال
هل تستطيع أن تفرق بينهما؟
لو كنت زائرا و حدث أنه اعتذر لك صاحب البيت بعدم قدرته اللحظية استقبالك لظرف أو سبب محرج بالنسبة له ( لأن البيوت أسرار) فهو لا يستطيع البوح بذلك لذا سيتحجج بحجة أخرى ربما بالنسبة إليك غير مقنعة تماما
هل ستتفهم ذلك ( مع العلم أنه في سائرالأيام غير ذلك و قد أثبت هذا لك ) و تتذكر الآيات الكريمة السابقة ؟
أم ستثور و تنوي عدم زيارته إلى حين مماته ؟
هل من حقك أن تغضب و تقطع علاقتك به نهائيا ؟
هل من حق صاحب البيت عدم استقبالك طبعا لظروف معينة و محرجة هو الأدرى بها ؟
الإستئذان مطلوب و هو أسهل الآن لوجود الهواتف بأنواعها.....
إخواني , أخواتي ...نحن في زمن غير الزمن الماضي
مشاكله كثرت , و كل عيوبه ظهرت
فالســـتــــــــــــــــر.......الســـتـــــــــــــــر
البيوت عورات ولا يحق لنا التطفل أو التجسس عليها
فلا قول أعلى و أصدق من قول الله سبحانه وتعالى في سورة النور