إغسل قلبك
للوقوف على قوله تعالى: { قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: 2] ..كيف نتجهز للصلاة من خلال أعمال ما قبل الصلاة ؟ ..
شروط الصلاة .. ونبدأ نتجهز بــ ( التطهر )
و التطهر ليس فقط الوضوء الحسي .. بل أين قلبي؟ هل تعرف لماذا خصت هذه الأعضاء دون غيرها؟
قالوا أولاً أن هذه الأعضاء هي غالبًا التي تكون ظاهرة وهي الأكثر تعرضًا للقذر، وتعرضًا للغبار فأنت تغسلها ..
و قالوا كذلك لأن هذه الأعضاء هي أكثر الأعضاء تعرضًا للمعاصي .. لذا فأنا أتجهز بهذا..
غسل اليدين:
سأغسل يدي التي قد تكون مدت إلى حرام.. أو لمست شيء حرام ..
المضمضة:
وبعد ذلك عندما أبدأ أتمضمض وأستنشق .. هذا اللسان الذي قال عنه النبي صل الله عليه وسلم " وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " [إسناده صحيح، الألباني، السلسلة الصحيحة(7/845)]
هذا اللسان الذي باستقامته يستقيم القلب وباستقامة القلب يستقيم الإيمان " لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " [حسن، الألباني، صحيح الترغيب(2865)]
وأنت تتمضمض تذكر ما اقترف لسانك ! وآفات اللسان من غيبة ونميمة وخوض بالباطل..
الاستنشاق:
والأنف الذي يكون قد شم شيء من الممكن أن يكون فتنه .. امرأة تسير وشم رائحة من عطرها مثلاً .. فلا يبقى أثر للمعاصي التي اقترفها الفم ولا ما اقترفه الأنف..
غسل الوجه:
فتمر على آفات ومعاصي وذنوب عينك {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ.. } [النور:30]
فتتذكر عينك التي نظرت إلى الحرام وتركت في القلب أثر الحرام، وجعلت الشهوات تنقاد وتشتعل وتوقعك من حرام إلى حرام .. لذلك تدخل الصلاة تجد نفسك تائه وغافل وشارد فيما اقترفت عينك..
بعد ذلك يأتي
غسل اليدين إلى المرفقين ..
فتتذكر الأخوات اللاتي مَنَّ الله عليهن بالحجاب يتذكرن في الماضي عندما كن يلبسن القصير ولا يفرق معهن ..
مسح الشعر: أيضًا الأخوات يتذكرن أيام التبرج .. وأنتِ تمسحين على شعرك .. ويتذكر الشباب التسريحات وموضات الشعر التي يفعلونها من باب " الروشنة " ومن باب الفتنة .. ومن باب المظهر الذي يكون بشكل معين.. ولم يكن من باب " إن الله جميل يحب الجمال " [صحيح مسلم(91)]
وإنما كان فيها أشياء أخرى وآفات أخرى ..
غسل الرجلين: يتذكر رجله هذه إلى أين ذهبت ؟
ألم تلاحظوا في هذه الأعضاء .. أين القلب ؟؟
لذا مرر على قلبك و أنت تتوضأ ( يارب مثلما هذا الجسم يتطهر بالماء، يارب أنزل على قلبي ماء التوبة، ماء المغفرة، ماء الرحمة)
وعندما تنتهي من الوضوء وتتسنن بسنة النبيصل الله عليه وسلم وتدعو الله عز وجل أن يجعلك من التوابين ومن المتطهرين.. لأن الله {.. يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222] ..
تذكر حينها وأنت تدعو الله سبحانه وتعالى تذكر التوابين والمتطهرين ...
ليزول عن القلب أثر المعاصي..
لذلك قالوا البداية من الوضوء .. و قد ورد أن "علي بن الحسين كان إذا توضأ اصفر وجهه. فقيل له لم كلما توضأت اصفر وجهك وارتعدت ؟ قال تدرون بين يدي من سأقف !! "
لابد هكذا قبل أن تدخل عليه تتطهر .. البدن والقلب .. الروح والجسد .. و اعلم أن بطهارة الجسد تصح الصلاة و لكن قبولها موقوف على الخشوع والخضوع فيها ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]