المرأة بين الإسلام والغرب وجها لوجه بين تعدد الزوجات وتعدد العشيقات

المرأة بين الإسلام والغرب وجها لوجه بين تعدد الزوجات وتعدد العشيقات

يثير
بعض المغرضين والمتحاملين على الإسلام بين الحين والآخر بعض النفثات
والشبهات المسمومة حول الإسلام ، يريدون بذلك النيل من بهائه ونضارته
وهيهات هيهات ، فما ضرّ الفرات نبح الكلاب فسيبقى
الإسلام صخرة عاتية أمام كل جهودهم ومحاولاتهم اليائسة ، وللأسف أنّ من
ضمن هذه الأبواق المستأجرة للنيل من بيضة الإسلام وحرمته إن استطاعوا ذلك
، بعض من ينتمي إلى الإسلام من الجمعيات التي لا يشك عاقل بماسونيتها
وعمالتها.

وكان
آخر ما طالعتنا به هذه الجمعيات واللجان النسوية الهدّامة مسألة التعدد
التي شرعها الإسلام ، على اعتبار أنّ هذا الأمر إهدار لإنسانية المرأة
وكرامتها ، وإنني في هذه العجالة لن أتطرق إلى المصالح المرجوة من وراء
مشروعية التعدد فقد سبقني بها العديد من أخواني وأشبعوا الموضوع بحثا ،
ولكنني سأبيّن في هذا المقال بعض الحقائق المجهولة التي ترزح تحتها المرأة
الغربية في أوروبا وأمريكا الحضارية التي تسعى وتلهث هذه الجمعيات خلفها ،
وتصبو للإلتحاق والإقتداء بنظمها والتأسي بثقافتها.

بداية
وقبل كل عرض هذه الحقائق ، أودّ أن أطرح سؤالا على هذه الجمعيات التي لا
أشك بسوء نيتها: لم لا يجرؤ أحد من لجان هذه الجمعيات أن يهاجم شريعة
اليهود وعقيدتهم – وإن كنت لا أؤيد مثل هذا السلوك والتصرف - أو
على الأقل أن يعارضهم ، لإباحتهم تعدد الزوجات؟ لم هذا الهجوم على الإسلام
لوحده والتشويه لصورته؟ الجواب: معلوم لدى هذه الجمعيات ولدى كل عاقل!!

حقائق وإحصائيات مجهولة أو متجاهلة:

تدلّس الجمعيات النسوية على عقول النّاس بأنّها تسعى للرفع من
مكانة المرأة في المجتمع العربي كي تلتحق بأختها في المجتمع الغربي التي
تتنعم بالحرية المطلقة والشخصية المستقلة والثقافة الواسعة على حدّ زعمهم
وإن لم يصرحوا بذلك صراحة ولكن هذا هو المبطّن من وراء رسائلهم وأهدافهم
المتسترة باسم الحرية والمساواة والعدالة ، وتقوم بين الفينة والأخرى بعقد
مؤتمرات وندوات في بعض القضايا التي يصوّرونها بأنّها تمس كرامة المرأة
المسلمة ، فتارة تحت شعار وعنوان القوامة وتارة تحت شعار الولاية وآخرها
تحت شعار: "لا للتعدد".

وأستغرب
على هذه اللجان تناسيها وتجاهلها لواقع المرأة الغربية التي تعيش تحت نظام
الحرية والمساواة ، والتي إذا ما قورنت بواقع المرأة بمجتمعاتنا العربية
رغم وجود بعض الجهل والعادات المرفوضة شرعا بحقها إلاّ أنّها من حيث
التقدير والمكانة تتميّز بدرجات فائقة على واقع المرأة الغربية التي باتت
تفقد قيّمها الإنسانية وذاتيتها الإجتماعية والخلقية.

هل
تعلم هذه اللجان بأنّه في أمريكيا عام 1997 وبحسب قول جمعيات الدفاع عن
حقوق المرأة: اغتصبت امرأة كل 3 ثوان ، بينما ردّت الجهات الرسمية بأنّ
هذا الرقم مبالغ فيه مدّعين أنّ الرقم هو حالة اغتصاب كل 6 ثوان!

وهل
تعلم هذه الجمعيات أنّه في أمريكيا في عام 1980 م (1,553000) حالة اجهاض ،
30% من هذه النساء لم يتجاوزن العشرين عاما ، وقالت الشرطة أنّ الرقم
الحقيقي أضعاف ذلك ، وفي عام (1982) 80% من المتزوجات منذ 15 عاما أصبحن
مطلقات.

هل تعلم هذه الجمعيات بأنّ (74%) من العجائز الفقراء هم من النساء ، و 85 % من هؤلاء يعشن وحيدات بلا معين أو مساعد.

هل
تعلم هذه الجمعيات أنه في امريكا من عام 1980 – 1990 م كان بالولايات
المتحدة ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء! (هذه الإحصائيات والأرقام
صدرت عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة في مدريد ، وذلك من خلال تقرير
سنوي يسمّى بقاموس المرأة).

أليست نتيجة هذه الأرقام أيتها
الجمعيات المستأجرة هي بمثابة نتائج طبيعية لإستبدال نظام الزواج واحترام
المرأة في الشريعة الإسلامية بنظام الإنفلات وتعدّد الصديقات والعشيقات في
ظل هذه الأنظمة الحضارية والدمقراطية كما تسوّق نفسها!!

جاء
في أحد التقارير الذي أصدرته جريدة (لندن ثرو) البريطانية عن إحدى النساء
الأوروبيات: " لقد كثرت الشاردات من بناتنا وعمّ البلاء وإنّ الدواء
الكافل للشفاء من هذه الداء هو الإباحة للرجل التزوج بأكثر من واحدة وبهذه
الواسطة يزول البلاء لا محالة وتصبح بناتنا ربات بيوت ، فالبلاء كل البلاء
في اجبار الرجل الأوروبي على الإكتفاء بامرأة واحدة ، فهذا التحديد هو
الذي جعل بناتنا شوارد وقذف بهنّ إلى التماس أعمال الرجال ، ولا بدّ من
تفاقم الشر إذا لم يبح للرجل التزوج بأكثر من واحدة ، أي ظنّ وخرص يحيط
بعدد الرجال المتزوجين الذين لهم أولاد غير شرعيين أصبحوا كلا وعالة وعارا
في المجتمع الإنساني ، فلو كان تعدد الزوجات مباحا لما حاق بأولئك الأولاد
وبأمهاتهم ما فيهم من العذاب والهوان ، ولسلم عرضهنّ وعرض أولادهنّ ، فإنّ
مزاحمة المرأة للرجل ستحلّ بنا الدمار ، ألم تروا أنّ حال خلقتها تنادي
بأنّ عليها ما ليس على الرجل وعليه ما ليس عليها ، وبإباحة تعدد الزوجات
تصبح كل امرأة ربة بيت وأم وأولاد شرعيين " (نقلا عن كتاب: البيان ، أد . علي جمعة ، ص 48).

وتقول
أخرى: ".. ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة ،
نعم إنّه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة
مخالطة الرجال" (نقلا عن جريدة "لندن ثرو" انظر: البيان ، أد . علي جمعة ،
ص49)

وهذا
الفيلسوف الألماني الشهير "شوبنهور" المتوفى عام 1860 م: "إنّ قوانين
الزواج في أوروبا فاسدة المبنى بمساواتها المراة بالرجل ، فقد جعلتنا
نقتصر على زوجة واحدة... إلى أن قال ففي لندن
وحدها ثمانون ألف بنت عمومية ، سفك دم شرفهنّ على مذبح الزواج ، ضحية
الإقتصار على زوجة واحدة ونتيجة تعنت السيدة الأوروبية وما تدّعيه لنفسها
من الأباطيل ، أما آن لنا أن نعد بعد ذلك تعدد الزوجات حقيقة لنوع النساء
بأسره" (نقلا عن الإسلام روح المدنية ، لمصطفى الغلاييني ، وهذا الرقم
الذي ذكره شوبنهور كان في عهده حيث توفي سنة 1860 م).

وتقول
"أني بيزانت" زعيمة التيصوفية العالمية في الهند في كتابها "الأديان
المنتشرة في الهند": "ومتى وزنا الأمور بقسطاس العدل المستقيم ظهر لنا أن
تعدد الزوجات الإسلامي – الذي يحفظ ويحمي ويغذي ويكسو النساء – أرجح وزنا
من البغاء الغربي الذي يسمح بأن يتخذ الرجل امرأة لمحض اشباع شهواته ، ثمّ
يقذف بها الى الشارع متى قضى منها أوطاره"

والعجيب
أنّ كثيرا من المفكرين الغربيين العقلانيين ينظرون إلى قضية التعدّد نظرة
تقدير واعتبار وكطرح لحل مشاكل اجتماعية عديدة ، بالوقت الذي تنظر إليه من
تنتسب إلى الإسلام من هذه الجمعيات نظرة ازدراء واستهزاء وعلو واستكبار
وسخرية واتهام وأعجب من ذلك أنّها تتغافل الخيانة الزوجية في المجتمع ولا
تعطيها الإهتمام البالغ ولا تسلّط عليه الضوء كقضية التعدّد ولا تعقد
المؤتمرات لعلاج مثل هذه الظاهرة المستشرية والمنتشرة ، أليس كان بالحري
بهذه الجمعيات بعقد مؤتمر ورفع شعارات بالتنديد بالخيانة الزوجية بدلا من
التنديد بالتعدّد المشروع الذي يضمن للمرأة حقها وكرامتها وإنسانيتها؟!!
بلى ولكن لمن يدير هذه الجمعيات ولأعضائها مآرب ومقاصد ستعود عليهم بالفشل
والحسرة!!