قلب المؤمن بين الخو ف والرجاء

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
المؤمن يسير الى ربه في هذه الدنيا لينال ثواب الله و مرضاته و يفوز
بالجنة فيعبد الله حق عبادته في سائر حياته حتى يلقاه غير مبدل و لا
مفتون قال الله تعالى " واعبد ربك حتى ياتيك اليقين"

وهناك اعمال قليلة و مقامات ايمانية تحدو العبد للعمل وتيسر سيره
الى الله وتحثه على المجاهدة و الرباط في الطاعة

و من اهمها مقام الرجاء و مقام الخوف و الخوف من مقام القلوب
قال تعالى:"انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم و خافون
ان كنتم مؤمنين"
و قال تعالى:"و اياي فارهبون" و حقيقة الخوف في قلب المؤمن ان
يزعج قلبه و بظطرب من توقع عقوبة الله و غضبه و انتقامه من ارتكاب
محرم او التفريط في واجب او الغفلة او يشفق من عدم وان يخاف ان
يكون حاله حال اهل النار واستقراره فيهم و الخوف سراج في قلب
المؤمن.

ان الخوف من الله يحمل المؤمن على الكف عن محارم الله و حدوده
و الحذر الشديد من الوقوع في اسباب سخط الله و غضبه و لعنته فينزجر
قلبه عما حرم الله و ينقي بجورحه من الوقوع في العقوبة
قال تعالى :"وان عدابي هو العداب الاليم"
و قال تعالى:" ان عداب ربك كان محدورا"
فالخوف المحدود شرعا هو الذي يحث على فعل الصالحات وترك
المحرمات اما اذا زاد عن حده اقضى الى الياس و القنوط من رحمة الله
والرجاء عمل جليل قلبي
قال تعالى:"ان الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك
يرجون رحمة الله و الله غفور رحيم"

و حقيقة الرجاء في قلب المؤمن هو طمعه في نيل رضا الله و محبته و ثوابه
و طمعه في نعيم الجنة وفي حال اهلها ودخوله فيهم.

ان الرجاء في وعد الله وعطائه يحمل المؤمن على الاستمرار في الطاعات
و المسابقة في فعل الخيرات و الاجتهاد في استغلال الاوقات فيما يعود
عليه بالنفع بالآخرة.
فقلبه معلق بنعيم الله و ما اعده للمتقين في الآخرة و جوارحه مسخرة في
الصالحات فهو يطمع اشد الطمع بالفوز بالجنة و الرضا

الرجاء هو السبيل و الطريق الذي يسوق المؤمن و يحدوه لفعل الصالحات

ان المؤمن ذو الفلب الحي اذا قرا نصوص الوعيد و العذاب و احوال الكفار
و الفساق و اتصافهم بخزي الدنيا و عذاب الآخرة اصابه القلق و الدعر
و الخوف الشديد من دخوله فيهم.
واذا قرا نصوص الوعد و الرجاء و النعيم و احوال الانبياء و المتقين
و اتصافهم بالذكر الحسن في الدنيا و الفلاح في الآخرة طار قلبه فرحا
و اشتاق لبلوغ الجنة و سال الله ان يكون منهم

فالعلم يعظم العذاب و العقاب يوجب الخوف و العلم بسعة الرحمة يوجب
الرجاء و لهذا تبث في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه و سلم:"لو يعلم
المؤمن ما عند الله من العقوبة من طمع بجنته احد و لو يعلم الكافر ما عند
الله من الرحمة ما قنط من جنة احد".

كالعادة إبداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

دائما تتحفينا بمواضيعك المتميزة

جعلها الله في ميزان حسناتك

بانتظار ابداعاتك القادمة

جزاك الله خيرا



على ماسطرت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع