قصة صفية بنت حيي رضي الله
عنها...الضرة التي غارت منها نساء الرسول صلى الله علية وسلم
كانت صفية بنت حيي حين فتح المسلمون حصن القموص قد خرجت منه مع من اخرج من الاسرى والسبايا الذين وقعوا غنيمة في ايدي المسلمين
.
وحينما هم الرسول بمغادرة خيبر بعد ان انتهى من تدبير امر اليهود كانت قد اسلمت وتخيرت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر الطبري في تاريخه من واقعة خيبر ما نقله عن السيرة الهشامية.
لما وقعت صفية في سهم دحية الكلبي جاء رجل من الانصار وقال يا رسول الله اتعطى دحية الكلبي صفية وهي سيدة بني النضير وبني قريظة وهي لا تصلح الا لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فلنعطه غيرها.
وذكر ابن عبد البر وهو ما نقله عن الواقدي ان الرسول خيرها بين الاسلام واليهودية فقالت يا رسول الله لقد هويت الاسلام وصدقت لك قبل ان اراك فاعتقها رسول الله وجعل عتقها صداق زواجه منها.
وقال ابن هشام وفي ترجمتها بالطبقات والاستيعاب وعيون الاثر وغيرها لما احضر بلال صفية وابنة عم لها الى حضرة النبي مر بهما على قتلى من يهود.
فجعلت صفية تبكي في صمت بينما ابنة عمها تصرخ وتولول ناشرة شعرها.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: انزعت من قلبك الرحمة يا بلال حتى تمر بفتاتين على قتلى قومهما؟
ثم استدعى الرسول صفية وقال لها ان تكوني على دينك لم نكرهك وان اخترت الله ورسوله اتخذتك لنفسي قالت: بل اختار الله ورسوله. فاعتقها رسول الله وتزوجها وجعل عتقها مهرها.
ولما شد جيش المسلمين الرحال لمغادرة خيبر وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صفية فقدم اليها البعير وثنى رجله لتضع قدمها على فخذه مساعدة لها على الركوب فابت صفية رضي الله عنها ان تضع قدمها على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت ركبتها بدلا من قدمها.
وعلى بعد ستة اميال من خيبر حط النبي يبغى الزفاف بعروسه فابت عليه صفية ذلك ووجد النبي في نفسه لما بدا من صفية.
فلما كان بالصهباء وهو موضع على بعد مرحلة من خيبر نزل النبي وطلب من ام سليم وهي ام خادمه انس بن مالك ان تعد صفية لزفافه بها.
ودخل النبي على عروسه فوجد عندها سرورا به وبشاشة له واحس منها حفاوة وائتناسا به فلما سألها: ما الذي حملك علي في المنزل الاول؟!!. اجابت: خشيت عليك قرب يهود.
وبهذا الجواب عظمت صفية في عين النبي صلى الله عليه وسلم وحازت رضاه واعجابه فاقبل عليها يحدثها مسامرا مهونا عليها ما يكون بنفسها من اثر لما اصاب قومها.
ومرت ليلة عرس الرسول بصفية كاحسن ما تمر الليالي فلما اصبح الرسول وغادر الخيمة التي زفت اليه فيها صفية وجد ابا ايوب خالد بن زيد الانصاري وقد بات يطوف بالخيمة متوشحا سيفه فسأله النبي مالك يا ابا ايوب.
اجاب: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة وقد قتلت اباها وزوجها وقومها وكانت حديثة عهد بكفر فخفتها عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم احفظ ابا ايوب كما بات يحفظني.
واستقبل اهل المدينة جيش المسلمين المنتصر بالفرح والسرور واستعد كل بيت وتسامعت نساء الانصار بجمال صفية ووضاءتها فتوافدن اليها وقد كان الرسول انزلها في بيت حارثة بين النعمان.
واقبلن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ينظرن الى صفية العروس الجديدة ضرتهن المقبلة وابصر النبي بعائشة متنقبة فعرفها رغم تخفيها فلما نظرت الى العروس وهمت بالانصراف مسك النبي بثوبها وسألها ملاطفا: كيف رأيت يا شقيراء؟
وبغتت عائشة لمعرفة النبي لها فقالت لما تحسه من جرحها وشدة لذع الغيرة بها: رأيت يهودية.
فقال لها: لا تقولي هذا يا عائشة فانها قد اسلمت وحسن اسلامها.
دخلت صفية بيت الرسول وفي عزمها ان تسالم زوجاته وان تعمل ما بوسعها لاكتساب ودهن وفي الطبقات ومثله في الاستيعاب والمحبر:
وكانت مظاهر الود الذي ابدته صفية رضي الله عنها لتكسب به عطف وحب آل بيت الرسول ان اهدت الى فاطمة الزهراء حلية كانت تمتلكها من الذهب.
وبالرغم من الود الذي ابدته صفية رضي الله عنها لزوجات النبي ولآل بيته فانها لم تستطع ان تبتعد بذهن زوجات الرسول عن اصلها اليهودي ولم تستطع زوجات النبي ان يتغاضين عن هذا الاصل عندما يغضبن عليها او يتشاحن معها.
ووجدث صفية رضى الله عنها عند النبي خير حام لها من ايذاء ضرائرها وخير مدافع عنها اذا ما نلن من اصلها.
حدث ابن اسحاق وابن عبد البر وابن سيد الناس: عندما تشاحنت عائشة وحفصة معها ذات يوم وتفاخرتا بقولهما:
نحن اكرم على رسول الله منها.. نحن ازواجه وبنات عمه وشكت صفية رضي الله عنها الى الرسول صلى الله عليه وسلم ما لقيت منهما وما قالتا عنها.
فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم مطيبا لخاطرها مباهيا لها بنسبها: ألا قلت وكيف تكونان اكرم مني وزوجي محمد وابي هارون وعمي موسى.
وظل النبي يظلل صفية برعايته ويشملها بعنايته حتى في آخر لحظات عمره
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]