عادة أم عبادة ....

تتزاحم الأفكار داخل رأسي فلا أقوى على دفعها للمكوث طويلا دون الخروج الى عالم تتقاذفه المتناقضات

ما أكتبه اليوم ليس وليد اللحظة و انما تمخض عن رحلات و جولات ...

ندخل في صلب الموضوع مباشرة ... لكن قبل البدء فانني اتكلم على وجه العموم لا الخصوص

و لا اناقش احدا في نيته فالله جل في علاه اعلم بنيات عباده

حزّ في نفسي ان أرى الجهل يتوغل بين ضلوع أمة إقرأ, فما عادت تعي الصالح من الطالح ما عادت تفرق بين المعروف و المنكر

بين الحق و الباطل بين العادة و العبادة

لذلك لا تستغرب إن صلينا بدون خشوع ... لأننا ما علمنا بقدر الصلاة و عظيم شأنها نصلي كالآلات في مجتمع فتحنا أعيننا

على أناس يصلون فصلينا . فما عدنا ندري هل هي عادة ام عبادة

ان كانت عبادة ... صار لزاما علينا ان نعلم قدرها و فضلها ان نعلم كيفية اقامتها بصورة صحيحة و مبطلاتها ... حتى نحقق و لو شيئا يسيرا من الخشوع .

حينما أهملنا كل هذا تحولت الى عادة و كأنها من التقاليد الشعبية في البلد ... فاختزلت في بضع حركات ليس إلا.

لا تستغرب أخي ان رأيت صائما يسب و يلعن و يشتم, و قد يتجاوز ذلك الى سب هذا الدين و هو صائم, لا تستغرب

ان وجدت داخل مجتمع مسلم فتيات متبرجات في وضح النهار و شبابا صائمين قد اصطفوا يحملقون كالباحث عن الهلال

في ليلة ظلماء, شبابا صائمين ينصتون لما لذ وطاب لهم من الكليبات و هذا شهر الرحمة الذي فيه قد ندرس أنفسنا

على ترك كل فاسد ... ما عدنا ندري لم نصوم من الأصل. و كأن المجتمع هو كل ما يدفعنا الى الصوم لا الطمع في جنات عدن

و لا خشية الرحمان.

خير الكلام ما قل و دل ... و بأبسط الحروف حاولت ايصال الفكرة التي اظن أنها قد وصلت و لله الحمد

و ما الصلاة و الصيام الى قطرة من بحر واسع نسي الإنسان فضلها فابتغيت فيهما مثالا لإهمالنا لفضل العبادة حتى تحولت الى عادة و تقاليد.

احسنت


طرح رائع



بارك الله فيك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع