من رضي بقضاء الله

ا
االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


"لا تقل لو أني فعلتُ كان كذا و كذا، و لكن قل: قدّر الله و ما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان" .

هكذا يعلمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم كي لا نعيش متحسّرين على الماضي، مهمومين بما سيأتي ..

و يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لئن يَعضّ أحدكم على جمرة حتى تُطفأ، خير له من أن يقول لأمرٍ قضاه الله: ليتَ هذا لم يكن" .

و يقول ابن القيم رحمه الله: من رضي بقضاء الله جرى عليه و كان له أجرٌ، و من لم يرضَ جرى عليه و حبط عمله" .

مرّ إبراهيم بن أدهم على حزين مهموم، فقال له: إني سائلك عن ثلاث فأجبني: أيجري شيء في هذا الكون لا يريده الله ؟ قال: لا .

فقال: أفينقص من رزقك شيء قدره الله ؟ قال: لا .

فقال: أفينقص من أجلك لحظة كتبها لك في الحياة ؟ قال: لا .

فقال: فعلامَ الهم و الحزن ؟

سهرتْ أعينٌ و نامتْ عيونُ ... في شؤونٍ تكون أو لا تكون
فدعِ الهمّ ما استطعتَ ... فحملانك الهموم جنون
إن ربّاً كفاك ما كان بالأمس ... سيكفيك في غدٍ ما يكون

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأسماء بنت عميس:
"ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب؟ : الله الله ربي لا أشرك به شيئاً" .

كلمات خفيفة سهلة، تنطلق على كل لسان، و لكنها عند الله ذات شأن كبير.

و عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ألا أعلمك الكلمات التي تكلم بها موسى عليه السلام حين جاوز البحر ببني إسرائيل؟ " فقلنا: بلى يا رسول الله! قال: "قولوا: اللهم لك الحمد، و إليك المشتكى، و أنت المستعان، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم" .

قال عبد الله بن مسعود: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم.

يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من كانت الآخرة همّه، جعل الله غناه في قلبه، و جمع عليه شمله، و أتتْهُ الدنيا و هي راغمة ..

و من كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، و فرّق عليه شمله، و لم يأته من الدنيا إلا ما قُدّر له" .

يقول صفي الدين الحلي:
كنْ عن همومك مُعرضا ... و كِلِ الأمور إلى القضا
و انعمْ بطول سلامةٍ ... تُسْليكَ عمّا قد مضى
فلربّما اتّسع المضيق ... و ربما ضاق الفضا
و لربّ أمرٍ مُسْخِطٍ ... لك في عواقبه رضا
الله يفعل ما يشاء ... فلا تكن معترضا
من أصيب بمصيبة، ماذا يفعل ؟


1- من أصيب بمصيبة فليسترجع، و ليحتسب لحظة وقوع الصدمة، ثم يركن إلى الله تعالى، عسى الله أن يعوضه عن مصابه.

و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله و إنا إليه راجعون، اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيراً منها، إلا أخلف الله له خيراً منها" .

و قد بشّر الله الصابرين بثلاث كل منها خير مما يتحاسد عليه أهل الدنيا: صلواتٌ و رحمة و هداية من رب العالمين ..

قال تعالى:
{و بشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم و رحمة و أولئك همُ المهتدون} .

و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ما يصيب المؤمن من وصب، و لا نصب، و لا سقم، و لا حزن، حتى الهمّ يهمّه إلا كُفّر به من سيئاته" .

و الوصب: هو المرض. و النصب: هو التعب.

2- ليحمد الله تعالى على أن مصيبته وقعت عند هذا الحد، و أنه تعالى لو شاء لجعلها أعظم مما هي.

3- أن يوطّن المصاب نفسه على أن كل مصيبة تأتيه هي من عند الله تعالى، و أنه لم يقدّرها عليه ليعذبه بها، و إنما ابتلاه ليمتحن صبره ..

و أن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه ..

لا تتسخط أو تعترض على قدر الله فتتفوّه بألفاظ التظلم و الشكوى، قال صلى الله عليه و سلم: "لا تتهم الله عز و جل في شيء قضى لك به" .

4- لا يدعو المصاب على نفسه أو يحزن، فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون" .

5- ليعلم المصاب أن ليس في الدنيا لذة إلا و هي مشوبة بالكدر، فنوحُ عليه السلام بكى ثلاثمئة عام، و إبراهيم عليه السلام كابد النار و ذبح الولد، و يعقوب عليه السلام بكى حتى ذهب بصره، و موسى عليه السلام قاسى من فرعون و قومه المحن، و محمد صلى الله عليه و سلم عانى من الاضطهاد و نفور قومه عنه.

6- أن يعلم المصاب أنه لولا محن الدنيا و مصائبها لأصابه من أدواء الكبر و العجب و قسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلاً و آجلاً.

7- أن يطفئ المصاب نار مصيبته بالتأسّي بأهل المصائب، ففي كثير من بيوت المسلمين من أصيب مراراً بمصائب مختلفات.

8- على المصاب ألا ينشغل بالجزع و الشكوى، فالجزع لا يرد المصيبة بل يضاعفها، و إذا صبر و احتسب أخزى شيطانه و أرضى ربه.

9- ينبغي للمصاب في نفسه أو بولده أو بغيرهما أن يجعل مكان الأنين و التأوه ذكر الله تعالى و الاستغفار.

10- أن يعلم المصاب أن من أعظم مصائب الدنيا و الآخرة: المصيبة في الدين، و كل مصيبة دونه تهون.

اخى الكريم

بارك الله فيك وفى قلمك جزاااك ربى عنى كل خير


ودائما بأنتظار جديدك الشيق

بارك الله فيك

و زادك من علمه

و جزاك جنات النعيم

جزاك الله خيرا

على ماسطرت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع