تأملات مع أية من القرآن
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )
( سورة الحديد : ۱٦)
كثيرا مِنّا يشكو قسوة قلبه ... لكن القليل القليل من يسعى لعلاجه ..
إن أعظم مصائب القلب الذي يبتلى به المؤمن هو إلف النعمة , وطول الأمد ,
تلك التي حذرنا ربنا عز وجل منها .
إن المرء يدور حول نفسه بين شقاء و رخاء , لا يهدأ ولا يسكن , يذكر حينا وينسى أحيااانا , ينشط قليلا ثم يعود
للكسل والخمول , يهيم على وجهه طالبا رزقه رغم أنه ينتظره لا محاله ! , فيبذل من أجل مالا يستحق أعظم ما يملك ! ,
فهل استبق لنفسه حين تناديه فيه روحه أن :
قف وانتبه ,
فالعمر يجري , والأجل يقترب , ولقاء الله لا محالة قادم ؟! !
إن الإنسان ليمرض فتتألم أعضاؤه , ويناديه جسده بالدواء لراحته ,
في حين قد يمرض القلب ويصرخ ويتعذب ولا يشعر به الغافلون عن إدراك حقيقة أنفسهم والذين غفلوا عن تعهد قلوبهم ...
إنها أنفس تخطئ بالليل والنهار , فلا يأمن مؤمن تحول قلبه لحظه . فلا كبير على مرض القلب وإنما يؤتى الخب من مأمنه . فكم من مذكِر بالله هو له ناس وكم من مخوِف بالله وهو عليه جرئ .
يا نفس ..
يا نفس .. ربك غني عنكِ وعن عبادتكِ , أنت الفقيرة إلى عفوه ومغفرته ,
إن أطعتِ فلكِ , وإن عصيتِ فلن يحصد الحسرة سواكِ ,
دُعيَ الناس للإيمان و الخشوع ودُعيتِ , فأسرعوا وأبطأتِ , وأقدموا وتأخرتِ ,
من أنتِ في هؤلاء ممن تفيض أعينهم و تقشعر أبدانهم عند ذكر ربهم ؟!
خفّت عليهم الطاعة وثقلت عليكِ ! يا حسرة عليك ..
و لكن ما الحل ؟
كيف يكون لنا الخشوع و كل ما حولنا فتن و ملهيات ..
كيف نصل بقلوبنا الى الله ؟
و كيف تخشع كل ذرة فى أجسامنا من عظمة الله ؟
ما لنا لم نعد نتأثر من كلام الله ..
هناك نقاط إن اتبعناها خشعنا و حققنا خشوع القلب بإذن الله تعالى
وهي :
أولها :التركيز :
فإذا ركز الإنسان في الاتجاه الذي يسير عليه فإنه سيصل إلى مراده.
فإذا كان لديك هدف في أن تخشع فركز في قلبك وسيطر عليه (فلا تصل وأنت شارد الذهن لا بد أن تصلي وأنت خاشع لله تعالى).
وهكذا فإن قوة التركيز عامل مهم لتحقيق الخشوع والنبي عليه السلام مر بإنسان يصلي ويعبث بلحيته فقال
(لوخشع قلب هذا لخشعت جوارحه.)
النقطة الثانية :
الفهم
من أجل الحصول على خشوع
فلا بد من أن أفهم حتى أخشع ولا يمكن لي أن أخشع من دون فهم
وهناك أناس يخشعون من خلال صوت القارئ وهذا ليس هو الخشوع المطلوب
وإنما لابد من الفهم الحقيقي للنص
.ولا بد من أن أفهم مقصد الخشوع الذي هو لله تعالى وليس من المطلوب أن يراني الناس وإنما هو لله تعالى.
والنقطة الثالثة :
الدعاء :
بأن أدعو الله تعالى أن يجعلني من الخاشعين .
والنقطة الرابعة :
الإخلاص :
يأتي الإخلاص وهو في المقدمة بأن نخلص هذا الخشوع وكل أعمالنا لله تعالى
قال عليه السلام إياكم وخشوع النفاق , قالت عائشة وما خشوع النفاق يا رسول الله قال : يخشع البدن ولا يخشع
القلب.(أي يتظاهر البدن بالخشوع والقلب في واد آخر)
والنقطة الخامسة :
العلم :
قال عمر الفاروق رضي الله عنه : العلم بالله يوجب الخشوع والخوف ,
وعدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة. والإنسان الجاهل بطبيعة الحال ستكون درجة الخشوع عنده ليس مثل خشوع العالم
قال تعالى" إنما يخشى الله من عباده العلماء".وكلما زاد علمك زاد خشوعك وكلما قل علمك بالله قل خشوعك لله تعالى.
النقطة السادسة :
التجرد والانكسار :
و هذا يتحقق بالقول والعمل ولا بد من التجرد والانكسار لله تعالى حتى يشعر الإنسان بالخشوع لله تعالى.
ومن هنا يجب على الخاشع أن لا يعظم أعماله فإذا عمل خيرا يراه صغيرا وإذا عمل ذنبا رآه كبيرا
و يلوم نفسه دوماً على التقصير .
ـــــــــــــــــ
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك...ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك