كلمة عنوسة تخص الرجل والمرأة

إذا تحدثنا عن العنوسة فأول ما يطرأ على أدهاننا، أن هذا المصطلح انفردت به حواء التي شارفت سن الخامس والثلاثين ولم يحصل لها نصيب في الارتباط، قد يفرض عليها القدر الأمر لتتحطم أمالها وتصبح ضحية الواقع الصعب،من نظرات محبطة ولوم من غير ذنب .فهي كلمة مستهجنة وجارحة لما يؤول له تشبيه هذه المرأة بالأرض البور، التي لم تعد صالحة لزراعة بسبب تراجع خصوبتها. فعلميا تصبح نسبة الإنجاب لدى المرأة بعد هذا السن في تناقص إلى انعدامها في سن اليأس، وهي المرحلة الحرجة التي يصعب فيها الإنجاب وبشكل مطلق وبمفهوم آخر أنه يصبح مستحيل.فمن كل ما سبق ذكره قد يتساءل البعض إذا كانت كل هذه العوامل التي تم ذكرها مرتبطة كل الارتباط بحواء وبطبيعتها البيولوجية من جانب الإنجاب وسن اليأس إلى الحائل الاجتماعي وهو عدم توفر الفرصة في الزواج، فأين آدم من كل هذا، إذ أن لا صلة له بالأمر نهائيا ليلقب هو الأخير بالعانس ؟ .
وبدخولنا القرن الواحد و العشرين اختلت الموازين، وما كانت كلمة مقتصرة على المرأة تعدت وشملت الرجل مما يجعل ذلك نقطة لتضارب الآراء وخلاف بين الرأيين من مؤيد ورافض لهذه الكلمة. ومن حجج الرافدين لإطلاق كلمة العنوسة عن الرجل، بأن الشاب يستطيع الزواج في أي مرحلة من عمره سواء مرحلة الشباب أو الكهولة أو حتى في سن الشيخوخة، لا يوجد أي مانع في ذلك وضربوا بإثبات وجودها عرض الحائط.وأن الرجل بيده العصمة وهذا على غرار حواء. فالإحصائيات الأخيرة أكدت ماهو مرفوض كون الشباب العازف عن الزواج والذي بلغ سن 35 سنة،يفوق عدد الاناث الذين هن في نفس السن ولم يتزوجن. والمشكل الأكبر أن هذه النسبة في تزايد فكانت علامة استفهام عند العديد ،حيث لم يعرف لذلك وجود في الماضي وارتبط كيانه مع مصطلح عزوف الشباب عن الزواج بسبب عدم وجود دافع لذلك أو عدم توفر المرأة المناسبة التي تتلأم مع المقاييس التي وضعها ، وقد تتوفر لدى الشاب الرغبة في الزواج ولكن يقع حائل بينه وبين ذلك لأسباب أخرى تسقط على الجانب المادي، وذلك في عدم إمكانية توفير السكن وغلاء المهور وعدم توفر العمل....الخ. وكل هذه الأسباب هي دوافع لوصوله سن متقدمة دون زواج، مما يؤدي إلى تناقص الرغبة لديه بعد سن الاربعين الذي حدد علميا بسن اليأس لدى الرجل. بالاضافة أنه وفيما أثبته الخبراء، أن بعد تجاوز الرجل سن الخمسين و الستين يكون الإنجاب لديه ضعيفا بدنيا وعقليا أما الاستثناء فيخص الطرفين الرجل والمرأة على حد سواء إذا كانت لديهما بنية بيولوجيا وجينية قوية. وهذا كله قد يكون نقطة يتم من خلالها مقارنة وإثباتا لوجود مرحلة عنوسة لدى الشباب كمثيلها لدى المرأة رغم البعض يرى أنها مساس بكرامة الرجل وكيانه.
فالعنوسة ظاهرة اجتماعية لم تقتصر على مجتمع معين فقط، بل تعدته لتحل كالوباء على المجتمع العربي أجمع، وتشمل الجنس الذكوري كذلك.وهي في تزايد مستمر لغياب المناهج و التخطيطات في محاربتها. وبغض النظر سواء كان الجنس ذكر أو أنثى تبقى العنوسة هي كلمة منبوذة عند الجميع ونقطة سوداء خلفتها المشاكل والظروف وحتمها القدر على البعض، تستدعي وضع استراتيجيات للقضاء على انتشارها، و الأيام القادمة كفيلة لإعطاء الحلول والقضاء على شبح العنوسة الذي يهدد المجتمع العربي أو الكشف عن تطورات أخرى .