أصدقاء...ولكن

لا أجيد المقدمات ولا ادري كيف أبدء الموضوع ولكن….

كما اعلم وتعلمون جميعا المجتمع ليس إلا هدا التفاعل بين مختلف الأفراد في شكل علا قات

إنسانية مختلفة

من زواج وأخوة وصداقة ……وغيرها

لكن مع هدا الهبوط المستمر في سلم الأخلاق وانتشار بعض السلوكيات السيئة التي أفضل أن

اسميها أمراضا اجتماعية

نجد هده العلاقات الإنسانية تسير في سرداب مظلم لا أدرى أين سينتهي بهذه العلاقات

الانسانية

….

لكن أردت أن أركز على واحدة فقط من بين هده العلاقات لأني وجدت أنها تكاد تنقرض من

الوجود

علاقة من المفروض أن تكون عراها وثيقة ….

علاقة من المفروض أن لا غنى لنا عنها……

علاقة تجعلنا نقول

*رب أخ لك لم تلده أمك*

أظنكم عرفتم ماذا اقصد

اجل إنها الصداقة…..

علاقة تنشا على أساس الاحترام المتبادل………..

تنشا على أساس تفكير متقارب ……..

تنشا على أساس صدق في النوايا………

وقد قال الشاعر-

لمودة ممن يحبك مخلصا خير من الرحم القريب الكاشح

لكن……

كثيرا ما نجد صداقات كانت تبدو متينة تتحطم وتهوي وتنهار ……

صداقة سنوات تصبح أشلاء…..مع أن عراها كانت تبدو وثيقة….

*ما السبب وراء دلك؟

*مالذي يجعل هؤلاء الأصدقاء يعتقدون أن صداقتهم متينة؟…

*وكيف تهوي وتنهار فجأة دون سابق اندار؟

؟ وهل يمكن أن يبقى الشر حبيس نفس صاحبه سنين ولا ننتبه له*

وقد ضرب ذو الرمة مثلا بالماء فيمن حسن ظاهره وخبث باطنه.فقال

الم تر أن الماء يخبث طعمه وان كان لون الماء ابيض صافيا

هل سبب انهيار هده العلاقة عارض أم انه متجذر في أصول هذه العلاقة ولم يظهر إلا بعد حين؟*

لا يمكن الجزم بخبث احد أو كلا الطرفين من البداية أو أن الصداقة قامت على أسس غير متينة ونوايا غير سليمة…..

لكن لا مفر من الإقرار أن انهيار الصداقة بهذا الشكل المؤلم المفاجيء نتيجة الأنانية الطاغية من احد طرفي المعادلة بحيث يحاول نفي كيان الطرف الآخر …….

-وقال بعض الادباء -لا تثق بالصديق قبل الخبرة ولا تقع بالعدو قبل القدرة.

وقال بعض الشعراء

لا تحمدن أمرا حتى تجربه ولا تذمنه من غير تجريب

فحمدك المرء ما لم تبله خطا وذمه بعد حمد شر تكذيب

هل يلزمنا فترة طويلة لنخبر الصديق كما قال الشاعر إذن *

*****

.وقال بعض الشعراء-

اذا ما كنت متخذا خليلا فلا تثقن بكل آخى إخاء

فان خيرت بين الناس فالصق بأهل العقل منهم والحياء

فان العقل ليس له اذا ما تفاضلت الفضائل من كفاء

لكن كيف يمكننا ان نميز الطيب من الخبيث في زمن كثرت فيه الأقنعة؟ *

كيف يمكننا معرفة معادن الناس وهم يتصنعون المودة لنا في كل حين؟.*

على من يقع اللوم في هده الحالة؟*

* أم أن هده الصداقات ولدت*نصف ميتة *كما يقول والدي؟

لكن ختاما للموضوع أحسن ما يصور زمننا الحالي هو هده الأبيات

قال حسان بن ثابت رضي الله عنه

أخلاء الرخاء هم كثير ولكن في البلاء هم قليل

فلا يغررك خلة من تؤاخى فما لك عند نائبة خليل

و كل أخ يقول أنا وفي ولكن ليس يفعل بل يقول

سوى خل له حسب و دين فداك لما يقول هو الفعول

احسنت


طرح رائع



بارك الله فيك