ضيعنا الأمانة

ما المقصود بقوله تعالى : إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض ...الآية


ما المقصود بقوله تعالى
إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض الآية ... ؟



بالنسبة لقول الله تبارك وتعالى :

إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها

وأشفقن منها....الآية ــ72ــ سورة الأحزاب

.. كيف يعرضها على جماد؟

الله جل وعلا يجعل في الجماد قدرة على الفهم والإدراك

ولذلك يقول الله تبارك وتعالى

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله
21ــ سورة الحشر

ويقول الله تبارك وتعالى:

وإن منها لما يهبط من خشية الله
74ــ سورة البقرة

وهي حجارة

ويقول سبحانه وتعالى:

تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن
44ــ سورة الإسراء

فالله تبارك وتعالى يجعل في هذه الجمادات إدراكا وفهما

ولكن نحن لا ندرك ذلك

كما قال الله تبارك وتعالى :

وإنْ من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم
44ــ سورة الإسراء

يعني نحن لا نفقه لكن التسبيح موجود وهذه الأمانة عرضت حقيقة


كما قال الله تبارك وتعالى عرضت على السموات

عرضت على الأرض عرضت على الجبال

لكن نحن لا ندرك هذا

والله سبحانه وتعالى على كل شىء قدير

ولذلك ما أجمل الجواب جواب النبي صلى الله عليه وسلم

لما ذكر عند قول الله تبارك وتعالى:

يوم يسحبون في النار على وجوههم
48ــ سورة القمر

فقال كيف يمشون على وجوههم ؟

قال الذي أمشاك على قدميك يمشيك على وجهك

ليس بعاجز سبحانه وتعالى

الذي جعل الإنسان يمشي على قدميه

قادرعلى أن يجعله يوم القيامة يمشي على وجهه

الله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى

والإنسان إذا سلم بهذه القضية

وهي أن قدرة الله تبارك وتعالى لا حد لها سبحانه وتعالى

فيسلم بهذه الأمور ولا يتردد أبدا

فالقصد أن نؤمن بأن الأمانة عرضت على السموات

وعرضت على الأرض وعرضت على الجبال

ولكن شىء يغيب عنا لضعف إدراكنا لا لعدم حقيقة الأمر.

ولذلك يقول ابن أبي العز رحمه الله تبارك وتعالى

إن الشريعة تأتي بما تحار به العقول ولكنها لا تأتي بما تحيله العقول

يعني يمكن أن يأتي الشرع بشىء تحار به العقول

لأن العقول لها مدارك محددة لا تستطيع أن تتجاوزها

فتحار لكن لا يمكن أبدا أن تأتي بما تحيله العقول

يعني بالمستحيلات

الشريعة لا تأتي بالمستحيلات لكن تأتي بأشياء يحتار بها العقل

والمسلم هنا يسلم يقول صدقت يؤمن بكلام الله

يؤمن بكلام النبي صلى الله عليه وسلم

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوما قال

لأصحابه بينما رجل يسوق بقرة وقد ركب عليها فالتفتت إليه

ما لهذا خُلقت! فقال الصحابة سبحان الله بقرة تتكلم ؟

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :

وبينما راع يرعى غنم فجاء الذئب فأخذ شاة منها

فلحقه الراعي فأخذها منه

فقال له الذئب رزق ساقه الله إليّ لم تحرمني منه لم تأخذه مني؟

فقال الناس سبحان الله ذئب يتكلم؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم

أؤمن أنا به وأبو بكر وعمر

وهذا لشدة إيمان أبي بكر وعمر

وتصديقهما للنبي صلى الله عليه وسلم

في كل ما يخبر صلوات ربي وسلامه عليه

فبالنسبة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

يصدقونه بكل ما يخبر

أما بالنسبة لنا نحن الأن نصدقه بكل ما صح عنه

صلى الله عليه وسلم

أما الذين عاشوا معه وأدركوه ورأوه

يصدقون بكل ما يخبر

ولذلك أثنى النبي صلى الله عليه وسلم

على أبي بكر وعمر مع أنهما كانا غائبين

لكن لثقته بهما صلوات ربي وسلامه عليه قال :

آمنت بهذا أنا وأبو بكر وعمر

نؤمن بهذا أن البقرة تتكلم وأن الذئب يتكلم

الذي أنطقك ليس بعاجز على أن ينطق البقرة

و ينطق الذئب وينطق الهدهد وينطق النملة

سبحانه وتعالى ،، ولكن كل القضية ماذا ؟

نحن لا نفقه هذا ..

جزاكم ربى كل خير

وجعلة ربى فى ميزان حسناتك

احسنت


طرح رائع



بارك الله فيك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع